مع بدء ما أسمي باجتماعات جنيف بين مبعوث الولايات المتحدة ومليشيا الجنجويد، قصفت المليشيا أمس مدرسة الخنساء الثانوية للبنات ومدرسة أساس بمدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان، مما أدى لاستشهاد خمسة مواطنين وإصابة 30 طالبة. في ذات الوقت كثفت المليشيا قصفها المتعمد للمناطق السكنية بمحافظة كرري، بأم درمان الكبري. كما هاجمت الليلة السابقة مستشفى النو بمدينة الثورة بكرري بثلاثة صواريخ مما أدى لإصابة 4 من المرضي إصابات بالغة.
تكفي هذه الجرائم الإرهابية من المليشيا في نفس اليوم الذي تزعم فيه أنها بدأت فيه محادثات سلام لتأكيد عدم جدوى اجتماع جنيف الحالي، وأن المليشيا تستخدمه منصة للدعاية الكاذبة التي تفضحها جرائمها على الأرض.
إن السلام لن يتحقق بمنح المليشيا فرصة التنصل من الاتفاقات والالتزامات السابقة المستمدة من القانون الدولي الإنساني، واعتبار من يزودها بالمدفعية بعيدة المدى والصواريخ والمسيرات التي تستهدف بها المدنيين شريك سلام، أو بحث قضايا السودان في غياب حكومته، مما لا سند له من القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وقد عبرت جموع السودانيين الذين تظاهروا أمس في جنيف ضد اختطاف إرادة شعبهم واحتضان قاتليه باسم السلام، عن هذا الموقف.
الخميس 15 أغسطس 2024