نبذة تاريخية:
مقدمة:
منذ استيلاء محمد على باشا على السودان سنة 1821 م ، أصبح السودان خاضعاً للحكم العثماني (1821 – 1885م ). وكان يحكم السودان في هذه الفترة حاكم يلقب بحكمدار عام السودان. وتحولت العاصمة من مدينة سنار إلى مدينة ود مدني ومنذ عام 1825م بدأ الانتقال التدريجى لتحويل العاصمة إلى مدينة الخرطوم ونقل الدواوين الحكومية لها. وفي عهد الحكمدار علي خورشيد باشا تقرر الانتقال النهائي واتخاذ الخرطوم عاصمة لإدارة حكم السودان طيلة فترة الحكم العثماني فى عام 1832م.
قصر الحكمدارية (السـراي):
في عام 1925 م وضع الحكمدار محو بك اورفلي ( 1825- 1826 م) أول بناء للقصر من الطين (اللبن) على شكل مستطيل خصصه مقراً لإدارة حكم السودان وسكناً له. وكان يعرف باسم (سراي الحكمدارية ). وموقعه على الضفة الجنوبية للنيل الأزرق على بعد أقل من كليومتر من ملتقى النيلين الأبيض والأزرق.
وفي عهد الحكمدار علي خورشيد باشا (1826 – 1838م ) أدخلت بعض الإضافات والتحسينات على مبنى قصر الحكمدارية واكتمل في سنة 1834م . كما أنشأ الحكمدار خورشيد باشا مبنى المديرية ونقل إليه دواوين إدارة الدولة ومصالحها.
وفي عهد الحكمدار عبداللطيف باشا عبدالله ( 1849 – 1851 م ) قام بهدم مبنى قصر الحكمدارية المبني من الطين ( اللبن ) وأعاد تشييده فى سنة 1851م مستعيناً بالطوب الآجر المنقول من بقايا خرائب مدينة سوبا الأثرية وبعض المباني القديمة بأبي حراز الواقعتين على الضفة الشرقية للنيل الأزرق . وتتكون ( السراي) الجديدة من طابقين ومكحل بالحجر الرملي من الخارج وبه جناح للزوار وجناح خاص بالحريم وتحيط به حدائق بها انواع مختلفة من الاشجار كالنخيل والأعناب.
وظل القصر مقراً لحكمدار عام السودان حتى قيام الثورة المهدية واستيلائها على الحكم . وفى بداية حكم المهدية ( 1885 – 1898م) تحولت العاصمة إلى مدينة امدرمان على الضفة الغربية للنيل وقام الحاكم الثاني لدولة المهدية الخليفة عبدالله التعايشي ببناء قصر للحكم يعرف ببيت الخليفة وظل مقراً للحكم حتى قيام الاستعمار الثنائي ( الانجليزي المصري ).
قصر الحاكم العام:
خضع السودان تحت الحكم الاستعماري الثنائي الانجليزي المصري (1898 – 31 ديسمبر 1955م) وقام الحاكم الإنجليزي هيربرت كتشنر باشا أول حاكم عام للسودان بإعادة العاصمة لمدينة الخرطوم وإعادة بناء القصر سنة 1899م وقام بناؤه على الأساس الحجري لقصر الحكمدارية المهدم واكتمل جزء كبير من مبنى القصر فى عام 1900م. وأقام فيه الحاكم الثاني السير ريجنالد ونجت الذي أكمل بقية المخطط العام لمنشآت القصر وملحقاته بحلول العام 1906م. وقد شيد القصر بالطوب الأحمر( الآجر) إلا أن أركانه بنيت بالحجر الرملي. ويتكون القصر من طابق أرضي وطابقين علويين وله ثلاثة أجنحة جناح رئيس يقابل النيل الأزرق ويمتد شرقاً وغرباً وجناح باليمين وجناح باليسار يمتدان من الجناح الرئيس إلى جهة الجنوب ، والبناء كله يمثل نصف مربع وبعد بناء مبنى المديرية إلى الغرب من قصر الحاكم العام ( وزارة المالية حالياً) انتقلت مكاتب السكرتير الإداري والمالي إليه. وظل قصر الحاكم العام مقراً وسكناً لحاكم عام السودان طيلة فترة الاستعمار الثنائي الانجليزي المصري. وبلغت المساحة الكلية للقصر فى هذه الفترة (74000) متر مربع.
مجمع القصر الجمهوري:
الموقع:
يقع مجمع القصر الجمهورى على الضفة الجنوبية للنيل الأزرق ويحده من الشمال شارع النيل ومن الجنوب شارع الجامعة ومن الشرق شارع أبوسن ومن الغرب شارع مهيرة ومنذ تخطيط مدينة الخرطوم وضع القصر الجمهورى ليكون نقطة تقسيم مدينة الخرطوم إلى قسمين وقامت حوله شرقاً وغرباً الوزارات والمصالح والدواوين الحكومية وجنوبه المؤسسات التجارية.
المساحة:
تبلغ المساحة الكلية لمجمع القصر الجمهوري (150) ألف متر مربع.
مبنى القصر الجمهوري:
نال السودان استقلاله عن بريطانيا ومصر فى الأول من يناير سنة 1956م ، و أُنْزِلَ علم بريطانيا ورُفع علم السودان فوق سارية مبنى القصر. وظل القصر المقر الرسمي لرئاسة جمهورية السودان ورمز السيادة الوطنية. وأصبح يعرف باسم القصر الجمهوري . وبه مكاتب أعضاء مجلس السيادة وإدارات رئاسة الجمهورية. وفى فترة الحكومات الوطنية اللاحقة خصص مقراً لفخامة رئيس الجمهورية ونوابه ومساعديه ومستشاريه بعد إلغاء نظام المجلس الرئاسي الخماسي ( مجلس السيادة). كما خصص الطابق الثاني مضيفةً رسميةً لضيوف البلاد من الملوك والرؤساء عند زيارتهم للسودان حتى 1974م بالإضافة لمواقع أخرى خارج القصر استخدمت أيضاً مقاراً للضيافة . ويعتبر الرئيس الأسبق الفريق ابراهيم عبود الرئيس الوحيد من رؤساء السودان فى العهد الوطنى الذى سكن داخل القصر الجمهوري ، حيث شيد مقراً لسكنه فى الجزء الجنوبى الغربى من القصر الجمهورى سنة 1960م.
مبنى القصر الرئاسي:
ظهرت الحاجة لإنشاء مبنى للقصر الرئاسي يلبي إحتياجات رئاسة الجمهورية ومهامها ووظائفها ويواكب العصر في ظل التطور التقني فحاولت الحكومات الوطنية السابقة إنشاء قصر رئاسي ولكن لم يتحقق ذلك إلى أن اُبْرِم اتفاقٌ على إنشائه إبان زيارة الرئيس الصيني خوجين تاو للسودان في عام 2007م فَوُقِع عقده وأُجيز تصميمه بعد إكمال الدراسات الفنية كافة حول المشروع فى عام 2009م. كما جرى توقيع عقد التنفيذ في 25 نوفمبر 2010م. وبدأ العمل في مارس 2011م. وافتتح رسمياً في ليلة 26 يناير 2015م على يد فخامة الرئيس المشير عمر حسن أحمد البشير ورُفع العلم فوق سارية القصر الرئاسي إيذاناً بانتقال قيادة رئاسة الجمهورية للقصر الرئاسي.
مكونات مجمع رئاسة الجمهورية:
1 / مبنى القصر الرئاسي ويقع فى مساحة قدرها (5300) متر مربع.
2 / مبنى القصر الجمهوري يقع فى مساحة قدرها (1926) متراً مربعاً.
3 / مباني وزارة شؤون رئاسة الجمهورية – الأمانة العامة. وتقع في الجزء الشرقي لمجمع القصر الجمهوري.
4 / قيادة لواء الحرس الجمهوري.
5 / المتحف والمكتبة.
7 / المسطحات الخضراء والحدائق.
8 / المسجد.